الأستاذ المتربص الأستاذ المتربص
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

دليل التكوين التحضيري البيداغوجي

التكوين التحضيري البيداغوجي







فهرس البرنامج التحضيري

1) مقدمة .
2) المحور الأول: النظام التربوي والمناهج التعليمية.
3) المحور الثاني: التشريع المدرسي.
4) المحور الثالث: تعليمية المادة و تقنيات تسيير القسم.
5) المحور الرابع: الوساطة المدرسية.
6) المحور الخامس: هندسة التكوين.
7) المحور السادس: أخلاقيات المهنة.
8) المحور السابع: علم النفس وعلوم التربية.
9) المحور الثامن: التقويم والمعالجة البيداغوجية.
10) المحور التاسع: الاعلام الآلي.
11) الخاتمة

بسم الله الرحمن الرحيم: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} صدق الله العظيم [سورة النمل: الآية 19].

 

1 - مقدمة

يعتبر المعلم العنصر الأساسي المؤثر في العملية التعليمية التعلمية، حيث هو المهيمن على مناخ الصف الدراسي، وما يحدث بداخله، والمحرك المحفز لدافعية المتعلمين للتعلم، والمشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة، و العامل الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس، رغم مستحدثات التربية، وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية برمتها.
فالمعلم هو الذي ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها. لذلك يجب أن تتوافر لدى المعلم خلفية واسعة وعميقة عن مجال تخصصه، إلى جانب تمكنه من حصيلة لا بأس بها من المعارف في المجالات الحياتية الأخرى، حتى يستطيع التلاميذ من خلال تفاعلهم معه أن يدركوا علاقات الترابط بين مختلف المجالات العلمية، وتكوين تصور عام عن فكرة وحدة المعرفة وتكاملها بما يتماشى ومتطلبات العصر ويساير مقاربة الكفاءات التي تجعل منهم محور العملية التعليمية التعلمية.
ويعتبر هذا التكوين انطلاقة تحضيرية بيداغوجية لمسار تربوي طويل المدى، حيث تناولنا فيه دروسا مكثفة فيما يلي:
  1.  التشريع المدرسي.
  2. علم النفس.
  3. مقاييس الوساطة المدرسية.
  4. النظام التربوي.
  5. المناهج التعليمية.
  6. تقنيات تسيير القسم.
  7. هندسة التكوين.
  8.  التقويم والمعالجة البيداغوجية.
  9. الاعلام الآلي
  نوع التكوين : مفتوح لفائدة الأساتذة المقبولين في مسابقة التوظيف في قطاع التربية  

2- أهداف التكوين التحضيري البيداغوجي:

  • تعزيز خبرات المعلمين في مجال التعليم .
  • علاج جوانب القصور بالنسبة للذين لم يتلقوا إعدادا جيدا.
  • مساعدة المعلمين حديثي العهد بالمهنة على الاطلاع على النظم والقوانين والتشريعات ذات الصلة.
  • تطوير المهارات التعليمية للمعلمين المتربصين، وتنمية معارفهم وخبراتهم.
  • زيادة الكفاءة الإنتاجية للمعلم، ومساعدته على أداء عمله بطريقة أفضل.
  • تحسين العلاقات الإنسانية داخل الوسط التربوي.
  • الإلمام بالطرائق والاستراتيجيات التربوية الحديثة.
  • تهيئة المعلمين لاكتساب معارف جديدة.
  • رفع مستوى أداء المعلمين في المواد التعليمية.
  • تحسين نوعية التعليم وإلمام المعلمين بعناصر العملية التعليمية التعلمية.

المحور الأول: النظام التربوي والمناهج التعليمية:

أ - النظام التربوي:
حدد الدستور الجزائري المبادئ التي تحكم النظام التربوي الجزائري: (المادة 53 ):
  • جعلت من التعليم حقا مضمونا ومجانيا لكل طفل في سن التمدرس إلى أن يبلغ من العمر 16 سنة.
  • التعليم من صلاحيات الدولة وحدها حيث ترصد له جزءا كبيرا من ميزانيتها.
  • لا تتحمل العائلات نفقات تمدرس أبنائها ما عدا ما يتعلق بالكتب المدرسية التي تباع بسعر مدعم من الدولة.
  • يستفيد التلاميذ من منحة خاصة بالدخول المدرسي.
  • يتميز النظام التعليمي بالمركزية فيما يتعلق بالبرامج و المناهج والمواقيت التعليمية.
  •  يتميز باللامركزية في تسيير المؤسسات والمستخدمين.
أقر القانون رقم 08-04 المؤرخ في 23 جانفي 2008م، المتضمن القانون التوجيهي للتربية الوطنية، من خلال مواده 10، 11، 12، 13 و14 الحق في التعليم:
  1. المادة 10: تضمن الدولة الحق في التعليم لكل جزائرية وجزائري دون تمييز قائم على الجنس أو الوضع الاجتماعي أو الجغرافي.
  2. المادة 11: يتجسد الحق في التعليم بتعميم التعليم الأساسي وضمان تكافؤ الفرص في ما يخص ظروف التمدرس ومواصلة الدراسة بعد التعليم الأساسي.
  3. المادة 12: التعليم إجباري لجميع الفتيات والفتيان البالغين من العمر ست (6) سنوات إلى ست عشرة (16) سنة كاملة.
  • غير أنه يمكن تمديد مدة التمدرس الإلزامي بسنتين (2) للتلاميذ المعوقين كلما كانت حالتهم تبرر ذلك.
  • تسهر الدّولة بالتعاون مع الآباء على تطبيق هذه الأحكام.
  • يتعرض الآباء أو الأولياء الشرعيون المخالفون لهذه الأحكام إلى دفع غرامة مالية تتراوح من خمسة آلاف (5.000) دج إلى خمسين ألف (50.000) دج.
  • تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم.
  1. المادة 13: التعليم مجاني في المؤسسات التابعة للقطاع العمومي للتربية الوطنية، في جميع المستويات.
  • تمنح الدولة، علاوة على ذلك، دعمها لتمدرس التلاميذ المعوزين بتمكينهم من الاستفادة من إعانات متعددة، لاسيما فيما يخص المنح الدراسية والكتب والأدوات المدرسية والتغذية والإيواء والنقل والصحة المدرسية.
تنظيم أطوار التعليم
إن إصلاح المنظومة التربوية أعاد تنظيم التعليم الإلزامي بإقامة كيانين متمايزين بوضوح يتمثلان في: المدرسة الابتدائية ومؤسسة التعليم المتوسط.

  • التعليم الابتدائي:
تعتبر المدرسة الابتدائية المرحلة الأولى التي يدخل إليها المتعلمون للتعلّم، وهي مرحلةٌ إلزاميّة، حيث يجب على كافة المتعلمين ومن مختلف الطبقات الاجتماعية أو الاقتصادية الالتحاق بها، وتتكون ستة أقسام مقسمة على طورين، كما وتعتبر من أهم المراحل في حياة المتعلمين في الجزائر. 
تعتبر مرحلة التعليم الابتدائي، مرحلة التفتح في حياة الطفل، وبداية خروجـه من التمركز حول ذاته، إلى الانفتاح على الجماعات الأولية فالثانوية. وإذا كانت الحياة عند علماء التربية، عبـارة عـن عملية تكيف مستمر، وتظل تلائم بين العوامل الداخلية التكوينية، والخارجية البيئية، حتى تنشئ من هذا كله نمطا متسـقا ف مؤتلفا، وإذا كان النمو يتمثل في عملية ارتقاء الكائن الحي من الناحية الجسمية والفكرية والعقلية، فإنه يفترض بعمليـة التربية أن تقوم على أساس خصائص المرحلة التي تتم التربية فيها، حيث يعتمد التعليم اعتمادا كليا على النمو، بمعنـى أن التعليم لا يتم دون أن يقابل ذلك تقدم في عملية النمو، وهذا ما يدعو إلى القول بأن التعلم والنمو عاملان متـداخلان، يؤثر كل منهما في الآخر.
  • تنظيم التعليم الابتدائي:
تدوم الدراسة في طور التعليم الابتدائي 5 سنوات ويدرّس في هذا الطور أساتذة التعليم الابتدائي في اللغة العربية واللغة الفرنسية.

بـ - المناهج التعليمية:
إن المنهج هو العمود الفقري للمؤسسة التعليمية، فبدونه لا هدف لها ولا معنى لوجود المدرسين أو التلاميذ أو الإداريين فيها، فماذا تفعل المدرسة بدون منهج يقودها؟ ولماذا يذهب التلاميذ إلى المدرسة إن كانت بدون هدف؟ وماذا يمكن للمدرسين إنجازه إذا لم تكن هناك خطة تربوية ترشدهم وتسير بهم من محطة إلى أخرى؟ بالطبع لن ولا يمكن إنجاز أي شيء مهم بدون وجود المنهج، وتسير المؤسسة التعليمية خبط عشواء على غير هدى. ولنتعرف على المنهج بالتفصيل نتساءل: ما هو المنهج؟

  • تعريف المنهج:
المنهاج لغة: في بعض القواميس العربية ( لسان العرب، القاموس المحيط، المعجم الوسيط ) نجد أنها مأخوذة من " نهج " ومنهاج بمعنى: الطريق الواضح. ومنه أيضا انتهج الرجل بمعنى سلك، وقيل طلب النهج أي الطريق الواضح. وقد وردت في القرآن الكريم في سورة المائدة الآية 48 ] لكل جعلنا شرعة ومنهاجا [ بمعنى الطريق الواضحة التي لا لبس فيها ولا غموض.
أما المنهاج في الإغريقية فتعني الطرقة التي ينهجها الفرد حتى يصل إلى هدف معين.

المنهاج اصطلاحا: المنهاج التربوي الحديث هو جميع الخبرات ( النشاطات أو الممارسات ) المخططة التي توفرها المدرسة لمساعدة الطلبة على تحقيق النتاجات التعليمية المنشودة إلى أفضل ما تستطيعه قدراتهم. وهو كل دراسة أو نشاط أو خبرة يكتسبها أو يقوم بها المتعلم تحت إشراف المدرسة وتوجيهها سواء داخل الصف كان أم خارجه، وهو جميع أنواع النشاطات التي يقوم بها الطلبة، أو جميع الخبرات التي يمرون بها تحت إشراف المدرسة وبتوجيه منها سواء داخل أبنيتها أم خارجها. كما أن المنهاج مجموعة من الخبرات المربية التي تهيؤها المدرسة للطلبة تحت إشرافهم بقصد مساعدتهم على النمو الشامل وعلى التعديل في سلوكهم.

المنهج: هو كل ما يجري في المدرسة بشكل متكامل ويعبر عن خطة العمل التي توجه وتقود عملية التدريس عموما.

  • التعليم: الذي يقدمه المدرسون للتلاميذ.
  • التعلم: الذي يحدث عند التلاميذ من جراء التعليم.
  • التدريس: التعليم والتعلم.
  • النتائج التعلمية المقصودة والمخطط لها.
  • يضم محتويات المواد الدراسية وإعداد الأنشطة ( الجانب النظري ).
  • المواد الدراسية.
  • تنفيذ المنهج هذه الخطط الدراسية في نطاق مفهوم التدريس ( الجانب الواقعي).
المنهج: خطة عامة تهدف إلى نقل التلاميذ من حالة فكرية ومهارية ووجدانية إلى حالة أرقى منها حسب أهداف مرسومة وعبر خبرات مقصودة.

  • الفرق بين المنهج القديم و الحديث:  يرتبط مفهوم المنهج بمفهوم التربية و بالتالي فللمنهج مفهومين:
  • مفهوم تقليدي قاصر: هو مجموعة المعلومات و الحقائق و المفاهيم و الأفكار التي يدرسها التلميذ في صورة مواد دراسية.
  • تنمية الجانب المعرفي.
  • مفهوم المنهج ـ المقرر الدراسي أي ما يدرسه التلاميذ داخل الصف الدراسي
  • خصائص المنهج التقليدي :
  • يركز على المادة الدراسية ( المكون الوحيد للمنهج ).
  • مواد كثيرة وموضوعات كثيرة.
  • حفظ المواد هو الغاية الأسمى دون الاهتمام بتطبيقها في الحياة.
  • المعلومات تعطى جاهزة لحفظها دون أن تتاح له الفرصة للتأمل والتفكير والبحث.
  • مفهوم حديث شامل: هو مجموعة الخبرات التربوية والثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية التي تهيئها المدرسة للتلميذ بقصد مساعدته على النمو الشامل في جميع النواحي وتعديل سلوكه طبقا لأهدافها التربوية.
مكونات المنهج: الأهداف التربوية + المقررات الدراسية + الكتب والمراجع + طرق التدريس + الخبرات التعليمية المباشرة وغير المباشرة + الوسائل التعليمية + الأنشطة الصفية واللاصفية + أساليب التقويم من اختبارات وامتحانات....
  • خصائص المنهج الحديث:
يركز على التلميذ ( المحور الذي يدور حوله المنهج: خبرات التلميذ وتنميتهم في جوانبهم المختلفة ).
الأهداف التربوية وتنوع طرائق التدريس والعلاقات الإنسانية داخل وخارج الصف.
  • أهمية المناهج بالنسبة للأستاذ:
- يحرر المعلم من التبعية للكتاب الأوحد ومعرفة الأهداف يسمح له الاختيار الملائم ضمن وسائل ممكنة ومتعددة.
- إدراج إسهامه الشخصي عندما يكون بإمكانه أن يؤلف بنفسه تعليمه أو تكييف الوسائل البيداغوجية بخصوصيات ووضعيات التعليم والتعلم المميزة دائما.
- إجراء التقييم بالاستناد إلى محتويات الكتاب.
- تسمح له بالإجابة على الأسئلة الآتية: لماذا نعلم؟ ماذا نعلم؟ لمن نعلم؟ ما هو الحيز الذي نخصصه للتقييم.
  • محتويات المنهج:
  1. الأهداف: وتتمثل في السلوك المتوقع حدوثه عند المتعلم نتيجة احتكاكه بمواقف التعلم.
  2. المحتوى: مجموعة الحقائق والمعايير والقيم الثابتة والمعارف والمهارات والخبرات الإنسانية المتغيرة بتغير الزمان والمكان وحاجات الناس التي يحتك بها المتعلم ويتفاعل معها من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
  3. طرائق التدريس: تعرف طريقة التدريس بأنها أسلوب أو وسيلة أو أداة للتفاعل بين المتعلم والمدرس أو هي النهج الذي يسلكه المدرس في توصيل ما جاء في الكتاب المدرسي أو المنهاج الدراسي من معرفة ومعلومات ومهارات ونشاطات للمتعلم بحيث تكفل طريقة التدريس التفاعل بين المدرس والمتعلمين بعضهم مع بعض ثم بين المتعلمين وأفراد البيئة المحلية.
  4. الوسائل التعليمية: هي أدوات حسية تعتمد على مخاطبة حواس المتعلم خاصة حاستي السمع والبصر، بغية إبراز المعارف والمعلومات المراد تحصيلها.
  5. طرق وأساليب التقويم: التقويم هو عملية تشخيص وعلاج الموقف التعليمي أو أحد جوانبه أو للمنهج كله في ضوء الأهداف التربوية المنشودة.
  • أسس بناء المناهج:
يتم بناء وتصميم المناهج بالمواصفات النموذجية بالانطلاق من أربعة أسس رئيسية:

  • الأساس الفلسفي: يلعب هذا الأساس دورا كبيرا في تخطيط المنهج المدرسي وتحقيق أهدافه واختيار محتواه وأنشطته التعليمية التعلمية وأساليب تقويمه، وتعتبر الفلسفة الإطار النظري لحياة الإنسان بينما تمثل التربية الإطار العملي، وتقرر المجتمعات الإنسانية الهدف النهائي من حياة الإنسان سواء صدر هذا القرار عن الفكر الإنساني المحض أو ذاك المشتق من فلسفات الأديان السماوية المعروفة وهي متنوعة في أفكارها وآرائها، وهنا يأتي الاختلاف في التربية من فلسفة إلى أخرى وبالتالي الاختلاف في التطبيق وأدواته، حيث تعمل الفلسفة التربوية على تحديد طبيعة العملية التربوية وأهدافها ومحتوياتها وطرائق تدريسها ووسائلها وأنشطتها وإجراءات التقويم فيها.

  • الأساس الاجتماعي: ويعتبر أقوى الأسس تأثيرا على مخططي المنهج وذلك نظرا لظروف كل مجتمع وعاداته وقيمه ومشكلاته التي يختلف فيها عن غيره من المجتمعات، فقد يتفق مخططو المنهج مثلا من مجتمعات مختلفة على طبيعة المعرفة المناسبة لتلاميذ الصف الرابع لدى تصميم المنهج، ولكنهم سوف يختلفون عند محاولتهم مراعاة ظروف مجتمعاتهم المتفاوتة، بمعنى أنه تقل التناقضات بين مخططي المنهج بالنسبة للأساس المعرفي والأساس النفسي في حين تزيد عند تلبية متطلبات الأساس الاجتماعي حتى لو كان المطلوب هو تخطيط المنهج لمجموعة من الطلاب في مستوى تعليمي واحد أو عمرا زمنيا متقاربا.

  • الأساس النفسي: هو مجموعة المقومات أو الركائز ذات العلاقة بالطالب أو المتعلم من حيث حاجاته واهتماماته وقدراته وميوله والتي يجب على النهج مراعاتها جيدا عند التخطيط لمنهج جديد أو تعديله أو تطويره.

  • الأساس المعرفي: هو مجموعة المعارف والمعلومات والعلوم التي سيتضمنها المنهاج الدراسي كمحتوى، فطبيعة المحتوى ونوعية معلوماته ومعارفه وآلية تنظيمها وعرضها، وتناول جوانبها يختلف باختلاف الأسس الفلسفية والاجتماعية والنفسية وكذلك من ثقافة إلى أخرى حسب اختلاف درجاتها وخصوصيتها.


المحور الثاني: التشريع المدرسي:


التعرف أكثر على التشريعات في مجال الوظيفة العمومية التي حددها الدستور، و قد تناولنا فيها ما يلي:

  • législation scolaire: التشريع المدرسي هو مجموعة من النصوص القانونية والمراسيم والقرارات والتعليمات المتعلقة بتسيير وتنظيم التربية والتعليم وتخص التلاميذ والموظفين في قطاع التربية وكذا المتعاملين مع هذا القطاع .
  • التشريع: يقصد به النصوص القانونية المكتوبة الصادرة عن السلطة التشريعية في دولة ما والتي تخص مجالا محددا.تهتم مختلف التشريعات في مجال الوظيفة العمومية بتوفير الضمانات الضرورية لحماية حقوق الموظف سواء منها الحقوق المادية أو المعنوية ، وذلك تأمينا لاستقرار أوضاعه ، و اكتساب ثقته في الإدارة و طمأنته على مستقبله ، وتحفيزه للأداء الأفضل . وحتى تكون الضمانات إياها قائمة على أساس، فإن المشرع يصوغها على شكل قواعد ونصوص قانونية واضحة ، يشكل البعض منها امتيازات وظيفية تخص الموظفين دون غيرهم .
وتشمل هذه الحقوق و الامتيازات الوظيفية الحق في الأجرة و التعويضات و الترقية و العطل، و الحق في المعاش التقاعدي .
وثمة حقوق أخرى قررت لمصلحة الموظف ، الغاية منها حمايته من شطط الإدارة في استعمال سلطتها ، كحقه في مواجهة القرارات الإدارية غير المشروعة بالطعن الإداري أو القضائي ، وكذلك حقه من الاستفادة من الاستيداع الإداري ، وتقديم استقالته كلما توافرت شروطها ، وفي مقدمتها انتفاء التعارض مع المصلحة العامة.
و لا ريب أن أهم الحقوق التي أقرها القانون للموظف هي الحقوق المالية باعتبار وظيفتها الاجتماعية و المهنية، فهي من ناحية تجعل الموظف يطمئن على مستقبله المعيشي، ومن ناحية ثانية تحفزه على الأداء الجيد وتطوير مهاراته، لذلك فإن المساس بها دون مراعاة الضمانات التي يقررها القانون لفائدة الموظف، يعد انتقاص من وضعه القانوني ومركزه المالي، و بالتالي إخلال بالتزامات الإدارة إزاء الموظف.

المحور الثالث: تعليمية  المادة وتقنيات تسييرالقسم:


أولا: تعليمية المادة:

إن مشروع إعداد المنهاج، وفق التوصيات التربوية الجديدة، يَعتبر التلميذ (المتعلم) المحور الأساسي في العملية التعلّميّة/التعليمية وتقوم على مختلف النشاطات الصفيّة واللاصفية الأساسية والضرورية ليس من أجل اكتساب معارف جديدة فحسب بل من أجل اكتساب طرائق عملية يستعملها المتعلم داخل المدرسة وخارجها.
ونظرا لكون المنهاج بني على المقاربة بالكفاءات فإنه من الضروري التعرض بإيجاز، إلى المعاني المختلفة للكفاءة التي توصلت إليها البحوث لتحديد مفهومها وهي :
 الكفاءة : مجموعة معارف ومهارات وسلوكات ناتجة عن تعلمات متعددة يدمجها الفرد وتتوجه نحو وضعيات مهنية مرئية، أو ميادين محددة المهام .
 الكفاءة : لها الصفة الإجمالية وتوظف مجموعة من التصورات والمعالجات من أجل تحققها وظهورها.
الكفاءة : هو الوصول بالتلميذ إلى توظيف المعارف المكتسبة.
في العملية التعلمية التعليمية قصد التعرف على مشكل، واتخاذ الموقف المناسب لحله عقليا ومنطقيا في حينه وفي مختلف مناحي الحياة.
 الكفاءة الختامية : الكفاءة التي يكتسبها التلميذ بعد نهاية المرحلة الابتدائية.
 الكفاءة الأساسية : الكفاءة التي تتحقق بعد تدريس المجالات الخاصة بكل مستوى.
 كفاءات المجال : الكفاءة المحققة بعد تدريس كل مجال خاص بكل مستوى خلال سنة دراسية واحدة.
 مؤشرات الكفاءة : الكفاءات التي تتحكم في الوصول إلى تحديد ثم تحقيق كفاءة الوحدة التعلمية.


ثانيا: تقنيات تسيير القسم:

يجب أن يكون للأستاذ قدرا من الاهتمام بالعناصر المحيطة بالمتعلمين وأن يملك أنجع الطرق والاستراتيجيات التعليمية و محاولة تطبيقها بمهارة و إبداع لتسيير قسمه بطريقة ناجحة، فمن أجل الحصول على نتائج بيداغوجية جيدة يجب:
  • الإشارة للفكرة: يجب أن يكون وضوح الاتصال بين الأستاذ و التلميذ حيث يرتبط هذا الوضوح بطريقة شرح الدرس علميا.
  • الانفعال الايجابي: إبراز العلاقات بين المفاهيم ومساعدة التلاميذ على معرفة التطبيقات العملية
  • إشراك التلاميذ مهم جدا و هذا ما يجعل تقديم المضمون بطريقة تفاعلية و يجب أن تكون الأفكار التي يعرضها المدرس على التلاميذ مقبولة و معقولة وواضحة.

المحور الرابع: الوساطة المدرسية:


هي مجموعة من الدعامات المقدمة من طرف شخص اتجاه آخر لجعل تعلماته (معارف، مهارات، إجراءات عملية، ..) سهلة المنال، ومن هنا فإن الوسيط يتموضع بين المعارف والمتعلم كي يسهل لهذا الأخير عملية الاكتساب، أي التعلم، إن الوساطة ضرورية في منهجية تعلم التعلم لكونها تلعب دور الموجه للمتعلم نحو التفكير الميتامعرفي. فالأستاذ يلعب دور المساعد والموجه بالنسبة إلى المتعلم وبهذا فهو وسيط بيداغوجي، ولذلك فإنه ينبغي أن يتصف بما يلي:
  • أن يحيط المتعلم بعنايته، ويضع في اعتباره حاجاته وظروفه وتطلعاته.
  • ألا يقدم المعارف جاهزة قبل أن يقوم المتعلم بمجهوداته الذاتية أولا ثم يتعاون مع زملائه ثانيا، لأن هدف الوساطة هو تحقيق استقلالية المتعلم أثناء اكتسابه لتعلماته، وأن يكون دور الأستاذ/ة الأساسي هو الإقناع، والتشجيع، والتسهيل، والمساعدة للمتعلم ليكتسب تعلماته في ظروف ملائمة قدر الإمكان.

المحور الخامس: هندسة التكوين:


  •  مفهوم التكوين وأنواعه وأهميته بالنسبة للعملية التعليمية التعلمية.
حيث تعرف الأمم المتحدة التكوين على أنه " عملية تبادلية لتعليم مجموعة من المعارف والأساليب المتعلقة بالعمل وتعلمها وهو نشاط لنقل المعرفة إلى مجموعة أو مجموعات من الأفراد يعتقد أنها مفيدة لهم ويقوم المدربون بالمساعدة على نقل المعرفة وتطوير المهارات".
  • التكوين أثناء الخدمة: 
هو مجموعة أو سلسة من النشاطات التدريبية التي تنظم للمربين الموجودين فعلاَ في المهنة، لتنمية كفاءتهم وتحسين خدماتهم الحالية والمستقبلية، عن طريق استكمال تأهيلهم لمواجهة ما يستحدث من مشكلات تربوية. وهو كل برنامج منظم ومخطط يمكن المربين من النمو في المهنة التعليمية بالحصول على مزيد من الخبرات وكل ما من شأنه أن يرفع من العملية التربوية ويزيد من طاقة الموظف الإنتاجية.
  • أهداف التكوين في أثناء الخدمة:
إن التكوين أثناء الخدمة يتناول أهم عنصر في العملية التربوية فهو المعلم، وهو العامل الرئيس الذي يتوقف عليه نجاح التربية في بلوغ غاياتها وتحقيق أهدافها، ودورها في التقدم الاجتماعي والاقتصادي، لذلك نحتاج إلى معلم يواكب تطورات العصر، ويستفيد من كل جديد سواء كان ذلك عن طريق النمو الذاتي للمعلم، أو عن طريق التكوين أثناء الخدمة، ومن أهداف التكوين أثناء الخدمة ما يلي:
  • لإلمام بالطرائق التربوية الحديثة، وتعزيز خبرات المعلمين في مجال التخصص، وتبصيرهم بالمشكلات التعليمية ووسائل حلها.
  • رفع مستوي أداء المعلمين في المادة وتطوير مهاراتهم التعليمية، ومعارفهم وزيادة قدرتهم على الإبداع والتجديد.
  • تغيير اتجاهات المعلمين وسلوكهم إلى الأفضل، وتعريفهم بدورهم ومسؤولياتهم في العملية التربوية.
  • زيادة الكفاءة الإنتاجية للمعلم، ومساعدته على أداء عمله بطريقة أفضل، وبجهد أقل، وفي وقت أقصر.
  • اكتشاف كفاءات من المعلمين يمكن الاستفادة منهم في مجالات أخرى، ورفع الروح المعنوية للمعلم عند مشاركته برأيه في أي عملية
  • علاج جوانب القصور بالنسبة للذين لم يتلقوا إعداداً جيداً في انخراطهم في المهنة ( الأساتذة الرئيسيون)، وتدريبهم على البحث العملي والنمو الذاتي.
  • إتاحة الفرصة للمعلمين، ليتعرفوا على الاتجاهات، والأساليب الحديثة المتطورة في التربية، وتحسين العلاقات الإنسانية داخل العمل.
  • مساعدة المعلمين حديثي العهد بالمهنة على الاطلاع على النظم والقوانين التي تجعلهم يواجهون المواقف الجديدة في ميدان العمل.
  • تحسين نوعية التعليم بحيث يؤثر التدريس الجيد في سلوك التلاميذ ونموهم.
  • تهيئة المعلمين لاكتساب المعارف التربوية.
  • تحسين مهارات المعلمين أو المديرين وزيادتها، بما يمكنهم من تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية أو الإدارية، فيكون عملهم هادفاً ومنظماً وفعالاَ.


المحور السادس: أخلاقيات المهنة:


  • أخلاقيات المهنة:
المبادئ والمعايير التي تعتبر أساساً لسلوك أفراد المهنة المستحب، والتي يتعهد أفراد المهنة بالتزامها. مجموعة القيم والأعراف والتقاليد التي يتفق ويتعارف عليها أفراد مهنة ما حول ما هو خير وحق وعدل في نظرهم، وما يعتبرونه أساسا لتعاملهم وتنظيم أمورهم وسلوكهم في إطار المهنة. ويعبر المجتمع عن استيائه واستنكاره لأي خروج عن هذه الأخلاق بأشكال مختلفة تتراوح بين عدم الرضا والانتقاد، والتعبير عليها لفظا أو كتابة أو إيماءً، وبين المقاطعة والعقوبة المادية.

  • مصادر أخلاقيات المهنة:
المصدر الديني: تعد الأديان السماوية أهم مصدر من مصادر الأخلاقيات، وقد أكدت السنة النبوية الشريفة وفصلت ما ورد في القرآن الكريم. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف". وقال " علموا وأرفقوا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".

الثقافة العربية الإسلامية: كان موضوع أخلاقيات مهنة التعليم من الموضوعات الرئيسة التي تناولها العرب والمسلمون بالدراسة وسبقوا فيها غيرهم، وكانوا أول من أدركوا في كتبهم أهمية المبادئ والأسس الأخلاقية التي تقوم عليها المهنة.

التشريعات والقوانين والأنظمة: تعد التشريعات والقوانين والأنظمة المعمول بها من المصادر الأخلاقية فهي تحدد للموظفين الواجبات الأساسية المطلوب إليهم التقيد بها وتنفيذها ويقصد بالتشريعات دستور الدولة، وجميع القوانين المنبثقة عنه.

العادات والتقاليد والقيم: يعتبر المجتمع المدني الذي يعيش فيه الفرد ويتعامل معه في علاقات متشابكة ومتداخلة مصدرا مهما من المصادر التي تؤثر في أخلاقيات المهنة للأفراد الذين يتعاملون ويتعايشون في هذا المجتمع سواء على مستوى علاقة الموظف بالمجتمع المحلي أم على مستوى علاقته مع زملائه داخل المؤسسة، أم على مستوى علاقته مع الطلبة.

 

المحور السابع: علم النفس وعلوم التربية:


  • علم النفس: 
ذلك العلم الذي يزودنا بالأسس والمبادئ النفسية الصادقة التي تتناول طبيعة التعلم المدرسي، لنصبح أكثر فهماً وإدراكاً لطبيعة عملهم ، وأكثر مرونة في مواجهة المشكلات الناجمة .
  • دور علم النفس التربوي:
هو الدراسة العلمية للسلوك الإنساني في مختلف المواقف التربوية. كما أنه فرع نظري وتطبيقي من فروع علم النفس يهتم أساسا بالدراسات النظرية والإجراءات التطبيقية لمبادئ علم النفس في مجال الدراسة وتربية النشء وتنمية إمكاناتهم وشخصياتهم ويركز بصفة خاصة على عمليتي التعليم و التعلم .
كما يعرف بأنه: علم سلوكي ، يتناول دراسة سلوك المتعلم في الأوضاع التعليمية المختلفة حيث يبحث في طبيعة التعلم ونتائجه وقياسه ، وخصائص المتعلم النفسية – الحركية والانفعالية والعقلية ذات العلاقة بالعملية التعليمية – التعلمية ، والشروط المدرسية والبيئية التي تؤثر في فعالية هذه العملية .
أما دوره فيتجلى في مجال تدريب المعلمين وتأهيلهم على الافتراض القائل بـوجود مبادئ عامة للتعلم المدرسي، يمكن استنتاجها من النظريات الصادقة ، ويمكن التحقق من صدق هذه المبادئ على نحو مخبري أو تجريبي ، وإيصالها للمعلم على نحو فعال.
ومن ثم فإن هذه المبادئ تساعد المعلم على:
  • تزوده بالقدرة على اكتشاف أكثر طرق التعليم نجاحاً
  • وتحرره من الطرق التقليدية السائدة .

  • أهداف علم النفس التربوي:
يسعى علم النفس التربوي إلى تحقيق هدفين أساسيين:
  • توليد المعرفة الخاصة بالتعلم والطلاب وتنظيمها على نحو منهجي بحيث تشكل نظريات ومبادئ ومعلومات ذات صلة بالطلاب والتعلم (هدف نظري).
  • صياغة هذه المعرفة في أشكال تمكن المعلمين والتربويين من استخدامها وتطبيقها (هدف تطبيقي).

المحور الثامن: التقويم والمعالجة البيداغوجية:



أولا: التقويم التربوي:

  • المشكلات التي يواجهها المعلم:
يواجه المعلم عادة عدداً من المشكلات تؤثر في أدائه المهني، بيد أن اهتمام علماء النفس التربويون يتجه في معظم الأحيان نحو المشكلات التي ترتبط بطبيعة العملية التعليمية – التعلمية .
يشكّل التقويم إحدى الركائز الأساسية في عملية تحسين نوعية التعليم ومردود المنظومة التربوية. وعليه، فإنه يعتبر ثقافة يجب تثمينها لدى المتدخّلين في العملية التربوية، ويعمل على تحسين أساليب التقويم الحالية لجعلها تنسجم وروح الإصلاح الذي شرعت فيه وزارة التربية الوطنية. ولمّا كانت العلاقة وطيدة بين ممارسات التقويم وعمليه التعليم، فإنّه من الأهمية بمكان أن تكون هذه الممارسات متجانسة وخصوصيات البرامج الجديدة المبنية على أسس المقاربة بالكفاءات، والتي تركّز بدورها على التنمية الشاملة للمتعلّم ولا تكتفي باكتساب المعارف فحسب، بل تعتمد بيداغوجيا اندماجية تكسب التلميذ كفاءات مستدامة يستخدمها في حياته اليومية لمواجهة الوضعيات المشكلة . وهذا المنحى الجديد للبيداغوجيا، ينبغي أن يتميّز بتفاعل قويّ بين عملية التعليم /والتعلّم وعملية التقويم، وذلك لكون هذا الأخير يؤدّي وظيفتين أساسيتين:
  • المساهمة في تصحيح مسار التعليم والتعلّم (التقويم التكويني)،
  • المصادقة على كفاءات التلميذ (التقويم التحصيلي ).

  • المبادئ المنهجية لنظام التقويم التربوي:

ترتكز النظرة الجديدة لتقويم التعلّمات على أسس و مبادئ، نلخّصها في:
  1. التقويم معالجة تهدف إلى الحكم على الكلّ المتكامل من المعارف والقدرات المشكّلة للكفاءة التي تكون في طور البناء؛
  2. الممارسات التقويمية مندمجة في المسار التعليمي كمؤشّر يبرز التحسينات المحصّل عليها، والصعوبات التي تعترض التعلّمات، وذلك قصد تحديد العمليات الملائمة للإصلاح والعلاج. والجدير بالذكر أنّ الخطأ لا يعتبر عجزا ما دامت عملية التعلّم لم تنته، بل هو مؤشّر لصعوبة ظرفية يؤدّي تشخيصها إلى معرفة أسبابها والقيام بعلاجها؛
  3. أساليب التقويم التحصيلي مؤسّسة على جمع معلومات موثوقة ووجيهة عن المستويات المتدرّجة للتحكّم في الكفاءات المستهدفة، وذلك قصد تكييف التدخل البيداغوجي وفق الحاجات المتباينة للتلاميذ.
  4. العلامات (النقاط) المحصّل عليها مرفقة بملاحظات دلالية نوعية، ولا تقتصر على التنقيط العددي؛ وهذا من شأنه دعم المجهود التعلّمي، وربط علاقات تكاملية بين التلميذ و المعلّم والوليّ.
  5. التقويم عملية تنطوي على وضعيات تجعل التلميذ يعي استراتيجيات التعلّم، ويبني موقفا شخصيا .

  • إجراءات التقويم:
والجدير بالذكر أن النشاطات التقويمية تنظّم وفق تدرّج التعلّمات التي تتخلّلها نشاطات خاصّة بإدماج مكتسبات التلاميذ، يتعوّدون من خلالها على توظيف معارفهم المكتسبة ومهاراتهم في إيجاد الحلول المناسبة لوضعيات مشكلة متدرّجة الصعوبة، على أن تجري هذه العمليات في نهاية كلّ وحدة تعلّمية على شكل استجوابات أو فروض محروسة، أو في نهاية مجموعة من الوحدات التعلّمية على شكل فرض محروس أو اختبار. أمّا التقويم في نهاية الطور، فهو امتحان يقيس مدى تحكّم التلاميذ في اللغات الأساسية وفقا لمستويات الكفاءات التي سطّرتها المناهج التعليمية.
ولا بدّ أن تستجيب اختبارات التقويم لمجموعة من المبادئ التي تضمن مصداقيتها المتمثّلة في الموضوعية والعدل والإنصاف، وذلك اعتمادا على عدد من المبادئ التي تتضمّنها المذكرات الخاصة بكل مادة؛ كما ينبغي أن ترفق النقطة الممنوحة لكلّ تقويم بعد التصحيح بملاحظة نوعية خاصّة بكلّ تلميذ، تعبّر عن النتائج التي حقّقها أو الصعوبات التي واجهها، ومستوى الكفاءات التي حقّقها، مبتعدين بذلك عن تلك الملاحظات العامّة التي لا تفيد المتعلّم في شيء (مثل: ضعيف، غير كاف، متوسط...). إلى جانب ذلك، فعلى المدرّس أن ينظّم حصصا لتصحيح الفروض والاختبارات وبناء أجوبة نموذجية، معتمدا في ذلك على تقنيات التصحيح الذاتي والتصحيح الجماعي التي تعتمد في نشاطات العلاج البيداغوجي.



ثانيا: المعالجة البيداغوجية:

المعالجة كلمة ترتبط بالمعنى الطبّي: إعطاء الدواء، أو استشفاء، أو تقديم علاج ، أما المعالجة التربوية فهي من المصطلحات الحديثة التي تستعمل كثيرا في البيداغوجيا وتعني تدارك النقص الملاحظ لدى المتعلمين بعد عمليتي التقييم والتشخيص.وهي كذلك مجموعة الترتيبات البيداغوجية التي يعدّها المعلم لتسهيل تعلم التلاميذ.
و ينبغي أن تتم المعالجة التربوية بطرق بيداغوجية ملائمة بإمكانها مساعدة التلاميذ المعنيين من تجاوز صعوباتهم وذلك بتكييف طرق التدخل و تشخيص مواطن الضعف لاستدراكها و اللجوء إلى تفريد التعلم عندما يكون ذلك ممكنا.
لماذا كلمة المعالجة عوض الاستدراك أو الدعم: كلمة استدراك بمفهومها العام تدل على تأخر ينبغي إزالته، أو إخفاق أولي أو فشل ينبغي تصحيحه و يكون ذلك بدرس أو امتحان استدراكي للنقاط الواجب استدراكها و الهدف من ذلك هو التعويض السريع لذلك الضعف الملاحظ .

  • العوامل المسببة في ظهور الصعوبات والفروقات لدى التلاميذ :

وجود الصعوبات في التحصيل الدراسي هو نتاج عوامل متعددة متداخلة تتفاوت في نوعها و تأثيرها من حالة إلى أخرى و بعض هذه العوامل وقتي و عارض، وبعضها دائم، ومن أبرزها:
  1. عوامل عقلية تتمثل في انخفاض نسبة الذكاء و ضعف الذاكرة و حسية كضعف السمع أو البصرو العاهات ( مثل صعوبة النطق أو عيوب الكلام).
  2. عوامل شخصية تتعلق بالتلميذ :ـ الإهمال في أداء الواجبات، عدم الانتباه داخل القسم و انخفاض الدافعية للتعلم .
  3. عوامل مدرسية: طريقة تدريس المعلم وعدم التكيف مع الجو الاجتماعي المدرسي.
  4. عوامل أسرية: عدم توفير الجو المناسب للمراجعة في البيت، وكذا الحرمان الثقافي و الاقتصادي.
تتم المعالجة البيداغوجية جماعيا إذا لاحظ المعلم بعض الصعوبات المشتركة لدى أغلبية التلاميذ، وضمن أفواج صغيرة إذا لاحظ المعلم أن بعض التلاميذ يعانون صعوبات متشابهة و أخيرا على مستوى كل تلميذ إذا استطاع المعلم أن يجعل كل تلميذ يعمل فرديا.



المحور التاسع: الاعلام الآلي:


دور تقنيات التحكم في الآلي وكذا قدرة المعلم في إبراز قدراة المعلّمفي مجال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال المتعلقة بأداء مهنته، إذ يجب أن يكون قادرا على استخدام الحاسوب للأهداف الآتية :
  • تنظيم المعلومات و تخزينها في حوامل رقمية (Supports numériques)
  • تحرير و طبع كل الوثائق الإدارية و المستندات الخاصة بعمله.
  • استغلال الوسائل المتعددة الوسائط (Outils multimédias).
  • مشاركة معلومات و موارد في بيئة رقمية.
  • البحث و إثراء معلوماته باستعمال شبكة الانترنت.
  • الإتصال بواسطة البريد الالكتروني.
  • تصميم و تحضير و عرض وحداته التربوية.
  • إدراك القوانين الخاصة بحقوق النشر و التأليف (Copyright) عند التحميل من شبكة الانترنت.

الخــــــاتـمـة:

في الأخير لا يسعنا إلا أن نقول أن المتعلم إن كان محور العملية التعليمية التعلمية فإن المعلم أو الأستاذ هو أساسها، كونه هو المسؤول عن متابعة وتنفيذ البرامج والمناهج التعليمية بدرجة عالية من الإتقان، فإذا أردنا تعليما متقدما وراقيا فلا بد أن نعد معلما على أكمل وجه، ذا شخصية متكاملة علميا، تربويا، ثقافيا، اجتماعيا، ذاتيا، مهنيا وخلقيا.
كما أن هنالك عدة عوامل تتدخل في إعداد وتكوين وتأهيل الأستاذ، ويهدف هذا الإعداد إلى إكساب الأستاذ الأساليب التعليمية والمهارات التدريسية و الكفاءات المهنية والسلوكية التي يحتاجها أثناء أدائه المهام التعليمية داخل الصف الدراسي وخارجه.
و بهذا أكون قد أنهيت التقرير الذي احتوى على ملخصات المقاييس التي درسناها طيلة هذا التكوين التحضيري، والذي بذل خلاله سواء السادة المفتشين مؤطري الفوج 12 جهدهم لمساعدتنا و لم يبخلوا علينا لا بمعلومات ولا بخبراتهم الميدانية.








عن الكاتب

kadi prof

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

الأستاذ المتربص